سورة المعارج - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المعارج)


        


{وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
{وَنَرَاهُ قَرِيبًا} أي من الإمكان والتعبير به للمشاكلة كما قيل بها في نراه إذ هو ممكن ولا معنى لوصف الممكن بالقرب من الإمكان لدخوله في حيزه والمراد وصفه بالإمكان أي ونراه ممكنًا وهذا على التقدير الأول في {يرونه بعيدا} [المعارج: 6] أو نراه قريبًا من الوقوع وهذا على التقدير الثاني فيه وقد يقال كذلك على الأول أيضًا على معنى أنهم يرونه بعيدًا من الإمكان ونحن نراه قريبًا من الوقوع فضلًا عن الإمكان ولعله أولى من تقدير الإمكان في الجملتين وجملة أنهم إلخ تعليل للأمر بالصبر وقيل إن كان المستعجل هو النضر وأضرابه فهي مستأنفة بيانًا لشبهة استهزائهم وجوابًا عنه وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم فهي تعليل لما ضمن الأمر بالصبر من ترك الاستعجال بأن رؤيتنا ذلك قريبًا توجب الوثوق وترك الاستعجال وقوله سبحانه:


{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
{يَوْمَ تَكُونُ السماء كالمهل} قيل متعلق بقريبًا أو ضمر يدل عليهي {واقع} [المعارج: 1] وهو يقع أو بدل عن {في يوم} [المعارج: 4] إن علل به دون تعرج والنصب باعتبار أن محل الجار والمجرور ذلك إذ ليس بدلًا عن المجرور وحده فاشتراط أبي حيان لمراعاة المحل كون الجار زائدًا أو شبهه كرب غير صحيح ولا يحتاج تصحيح البدلية إلى التزام كون حركة يوم بنائية بناء على مذهب الكوفيين المجوزين لذلك وإن أضيف لمعرب وذكر أنه على هذه التقادير الثلاث المراد بالعذاب عذاب القيامة وأما إذا أريد عذاب الدنيا فيتعين أن يكون التقدير يوم تكون السماء يكون كيت وكيت وكأنهم لما استعجلوا العذاب أجيبوا بازف الوقوع ثم قيل ليهن ذلك في جنب ما أعد لكم يوم تكون السماء كالمهل فحينئذ يكون العذاب الذي هو العذاب ثم لا يخفى أن البدلية ممكنة على تقدير تعلق في يوم بتعرج أيضًا بناء على أن المراد به يوم القيامة أيضًا كما قدمنا وأن الأولى عند تعلقه بقريبًا أن لا يراد من القرب من الإمكان الإمكان الذاتي لما في تقييده باليوم نوع إيهام وأن ضميري يرونه ونراه إذا كانا ليوم القيامة يلزم وقوع الزمان في الزمان في قولنا يقع يوم القيامة يوم تكون كالمهل ويجاب بما لا يخفى وجوز في البحر كونه بدلًا من ضمير نراه إذا كان عائدًا على يوم القيامة وفي الارشاد كونه متعلقًا بليس له دافع وبعضهم كونه مفعولًا به لا ذكر محذوفًا وتعلقه بنراه كما قاله مكي لا نراه وكذا تعلقه بيبصرونهم كما حكاه ومثله ما عسى أن يقال متعلقه بيود الآتي بعد فتأمل والمهل أخرج أحمد والضياء في المختارة وغيرهما عن ابن عباس أنه دردي الزيت وهو ما يكون في قعره وقال غير واحد المهل ما أذيب على مهل من الفلزات والمراد يوم تكون السماء واهية وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية أن السماء الآن خضراء وأنها تحول يوم القيامة لونًا آخر إلى الحمرة.


{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
{وَتَكُونُ الجبال كالعهن} كالصوف دون تقييد أو الأحمر أو المصبوغ ألوانًا أقوال واختار جمع الأخير وذلك لاختلاف ألوان الجبال فمنها جدد بيض وحمر وغرابيب سود فإذا بست وطيرت في الجو اشبهت العهن أي المنفوش كما في القارعة إذا طيرته الريح وعن الحسن تسير الجبال مع الرياح ثم ينهد ثم تصير كالعهن ثم تنسف فتصير هباء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8